يقع هذا المضيق البحري بين المغرب و اسبانيا ومستعمرة جبل طارق البريطانية، ويفصل بين المحيط الاطلسي والبحر الأبيض المتوسط. سمي بذلك لأن القائد طارق بن زياد قد عبره في بداية الفتوحات الاسلامية لاسبانيا عام 711 م. يبلغ عمق المياه فيه حوالي 300 متر، وأقل مسافة بين ضفتيه هي 14 كيلومتر.
جبل طارق هو كتلة صخرية طولها 6 كم وعرضها 2 كم ، ومضيق جبل طارق ذو أهمية بالغة فهو المدخل بين المحيط الأطلسي وبين البحر الأبيض المتوسط ،وقد اشتق اسمه من اسم القائد المسلم طارق بن زياد وهذا المضيق يخضع لسيطرة بريطانيا وطوله 30 كم ، وعرضه من 15 إلى 25كم ، وعمقه 450 متر
[align=left]مستعمرة جبل طارق [/align]
هي منطقة حكم ذاتي تابعة للتاج البريطاني. تقع في أقصى جنوب شبه جزيرة ايبيريا على منطقة صخرية متوغلة في مياه البحر الأبيض المتوسط. سمي بجبل طارق على اسم فاتحه أمير مدينة طنجة طارق بن زياد في القرن الاول الهجري. كانت المنطقة مسعمرة بريطانية حتى 1981 عندما ألغت بريطانيا هذه المكانة وقررت إقامات مناطق حكم ذاتي في ما بقي من مستعمراتها السابقة. وبعد تغيير طريقة الحكم في جبل الطارق طالبت إسبانيا بإعادة المنطقة لسيادتها مشيرة إلى أن الاتفاقية بين البلدين تنص بإعادة المنطقة إلى إسبانيا في حال تنازل بريطاني عنها. أما بريطانيا فأعلنت أنها لم تتنازل عن المنطقة وأن الحكم الذاتي لا يلغي انتماء المنطقة إلى التاج البريطاني. مع ذلك وافقت بريطانيا على فتح ميناء جبل الطارق أمام السفن الإسبانية. في غضون السنوات جددت إسبانيا مطالبتها بإعادة جبل الطارق للسيادة الإسبانية وحتى تفاوضت مع حكومة بريطانية عن هذه الإمكانية، ولكن سكان المنطقة رفضوها وتظاهروا ضدها إذ كان معظمهم بريطانيي الأصل.
لقد ربط التاريخ بين مصيري القائد طارق بن زياد، والقائد موسى بن نصير، في الحياة، كما يتقابل جبلان يحملان اسميهما احدهما في البر الايبيري، والآخر في البر المغربي. ويترافق كذلك جبلا موسى وطارق كملفين سياسيين. فحينما استأثرت بريطانيا في يوليو 1704 بصخرة جبل طارق، المقابلة لصخرة جبل موسى المشرف على سبتة، كاتب قائد الحامية البريطانية الاميرال رووك، قائد مدينة طنجة علي بن عبد الله، طالبا منه تأمين تزويد الصخرة بالمؤن. وتلقى ردا ايجابيا في الحين. وكان ذلك مطية ركبها مولاي اسمعيل (1672 ـ 1727)، ليستعمل هذا الخط المفتوح مع البريطانيين، فبعث سفيرا لبلاط الملكة آن (1702 ـ 1714) هو احمد كارديناس، في 1706، ليفاتح لندن في مقايضة تهم الطرفين، تزويد الصخرة بالمواد الغذائية، والسفن البريطانية الزائرة للموانئ المغربية بالماء الشروب، في مقابل الحصول على الذخيرة لمواصلة تحرير الثغور، (كان الإنكليز قد طردوا من طنجة في 1684)، وخصوصا التعاون معا لطرد الاسبانيين من سبتة، التي حاصرها الملى اسمعيل لمدة 33 سنة. وتابع نفس الملك مراودة البريطانيين بشأن سبتة الى حد ابداء تفضيلهم على الاسبانيين، كما يقول مصدر انكليزي. وتجدد الامر في زمن الملك محمد الثالث (1757 ـ 1790) الذي راود بريطانيا بدوره للحصول على اسلحة لتحرير سبتة، في مقابل استمرار تموين جبل طارق، (بعثة يعقوب بن يدر 1772). وفي 1779 حينما كانت بريطانيا في حرب مع اسبانيا، رفض محمد الثالث المشاركة في محاصرة جبل طارق. اما مولاي سليمان (1792 ـ 1822)، فقد تمكن من تنسيق مغربي بريطاني لمحاصرة سبتة. وفي تلك المناسبة ورد ذكر جزيرة المعدنوس، كقاعدة يمكن ان يستعملها الجيش البريطاني في نطاق الحصار المشترك لسبتة، في حين ينقض عليها المغاربة من البر. ولكن تلك المحاولة لم تنجح. وقد شغل الربط بين سبتة وجبل طارق الفكر السياسي الاسباني ايضا. ففي 1870 فاتحت اسبانيا بريطانيا في شأن مقايضة سبتة بجبل طارق. وفي 1917 اقترح الديكتاتور بريمو دي ريفيرا التنازل عن المدينة لبريطانيا في مقابل الصخرة. وقبل ذلك كان ماركيس دي لامينا في 1764 قد حرر تقريرا انتهى فيه الى عدم جدوى التمسك بمدينة مليلية. وفي 1801 عرضت لا خونتا سينطرال، التنازل عن الصخور المتوسطية للمغرب في مقابل فوائد مادية. وعرض خوسي بونابارت التنازل عن ذات المواقع في مقابل اعتراف المغرب به ملكا على اسبانيا وهو عرض رفضه المغرب تمسكا بالمشروعية. وهكذا كان الربط الثلاثي (المغرب ـ اسبانيا ـ بريطانيا) متواترا، فلا عجب ان ينبعث من هذه التضاريس الحادة ارتباط الملفين الآن. ولا عجب ان يظهر ايضا ارتباط الامن في المضيق بمصالح المجموعة الدولية. حيث رأينا الولايات المتحدة تتدخل، للتهدئة، ولتجبر اسبانيا على سحب قواتها العسكرية، في انتظار ان يتم ترتيب الوضع بالنسبة لملف، بدأت علامات طرحه، ويجب الفصل فيه فيما بين شريكين وبقرار دولي، حين يأتي الوقت.
يعتبر مصيق جبل طارق تحفة ربانية عظيمة ، تناغم الأشكال وتدرج الألوان في هذاالمكان الساحر والخيالي. منحوتات خارقة ، تأسر الألباب عند مشاهدتها من خلال الصور ، فما بالنا لو نراها مرأى العين . انه مكان اسطوري بالنسبة للعرب بكل ما للكلمة من معنى..